كن الشمس او قنديل

ما اجمل أن تشعل لك شمعة في مكان يملؤه الظلام.. وما اجمل ان تشعر بأن نور شمعتك قد كسر ظلمة مكانك وبدد وحدتك وأيقظ في روحك الأمل من جديد..



ضوء الشموع بالكاد لا يتعدى المكان الذي توقد فيه .. ولكنه أقوى من ان يغلبه ليل حالك او ظلام دامس..









عمر الشموع قصير تذوب في سويعات .. تنتهي تتلاشى تختفي ..
ولكنها....
على الأقل اوصلتك الى نهاية طريق كان في البارحة ليلا بهيم لاترى منه الا ماقد تطأ قدماك..
احرقت نفسها لتصل انت .. ذابت وتلاشت ليبزغ الفجر الذي به ستستأذنك وتقول لك انتهى دوري هنا..









هي الشموع هكذا ..
تذرف الدمع رثاء لنفسها ..
وتشتعل النار في قمتها لتحرق ذاتها وتذيب اطرافها وتبدد كيانها من أجلك أنت..
ثم تنتهي ليبدء غيرها ..
هي الشموع هكذا ..
صنعناها بأيدينا وبأيدينا نقتلها ..
هي الشموع هكذا..
ضعيفة رقيقة جميلة شاعرية تعطي ولا تأخذ الا ما يحرقها ..
رفيقة العلماء وانعم بهم وصديقة المحابر وكتاب الرقاع..
ولى زمان الشموع فماعادت الا هدايا في ارخص الأسواق تباع..
وكأنما الزمان نساك ياشمع .. وكذا الليالي ضوؤها في اتساع..









الشموع ..
تحرق نفسها لتنير لغيرها ..



أخيي وقرة عيني ..
هل تريد ان تكون مثلها ؟؟ هل يعجبك حالها ؟؟
لماذا لا نكون كالشموع في عطائها .. في تضحيتها.. في تفانيها ..
ولكن ....
لا نكون مثلها فننسى انفسنا من الخير .. ونحرق ذواتنا بذواتنا..
الى ان تذهب ايامنا وما كسبنا منها الا ما يحرق دفاترنا واوراقنا..
ويبعثر اجمل ما حصدناه..







لماذا لا نكون قناديل .. مصابيح .. مشكاة تضيء دربك وتنير الدرب لغيرك؟؟
لـــــمــــــاذا؟؟؟؟؟



نعم جميلة هي الشموع .. ولكن اذا اشعلتها مالبثت الا قليلا .. ثم..
ذهبت وبال امرها ..
أما المصباح .. فهو جميل في ذاته وجميل في عطاءه وجميل في صموده..
نوره قد لا يتعدى الأفق المحدود .. الا انه يرحل بك الى آآآآفاق بعيده..
على الأقل..
نوره قد يوصلك مسافات ابعد من تلك المسافات التي تقطعها مع الشموع..
المصباح حياته بلا دموع بلا رثاء بلا الم بلا حرقه..
حياته مفعمة بالأمل والكفاح والإستمرارية في العطاء اللا محدود واللا متناهي..










أخيي وضياء دربي..


ان كنت ذا همة عالية..
وان كنت تطمح للعلياء وتتمنى الوصول إليها ..
فخذها نصيحة من محب..


لا تكن شمعة او قنديلا ..


بل كن شمساً تعطي للكل بلا كلل ولا ملل .. ولا تفرق بين قريب وبعيد
ولا تأبه لمن يحبها أو يكرهها لأنها تشرق بالأمل .. وتغيب ولم يغب عنها الأمل ..


فهي على أمل انها ستشرق
غداً من جديد..


انت الأن يا قرة عيني بالخيار ولك فسحة وحرية الأختيار...


هل تريد ان تكون شمعة مضيئة قاصرة.. نورها لا يتعدى امتار قلائل تحت منضدة نصبت عليها..


أم قنديلا مضيئا لا يتعدى مساحات اعد ليضيء فراغاتها ويصمد ويناضل ويستمر ويعطي..


ام شمسا علقت في كبد السماء لتضيء مساحات لا يعلم مداها الا من خلقها..


أختر لنفسك مداها وقدرتها ولتكن مضيئا بذاتك وهمتك ولتمد اللآخرين ضوء من ضوءك..


و لتعلم انه كلما خفت نورك فهذا يدل على تراجع همتك..




أسأل الله لي ولكم نور الهداية والرقي في درجات الجنة والعتق من النار..


لكم مني كل الحب .. كل الإخاء .. كل التقدير وجل الإحترام..