بسم الله الرحمن الرحيم
احتار فيما أكتب دائما واحترت في موضوعي هذا فيما كنت سأكتب فما كان مني إلا أن أدع مجالا للقلم أن يشخبط و يلخبط أكتب تارتاً وأمحو بعدها ما كتبت
اخترت التريث وإطلاق العنان لخيال تائه في سكة التائهين
فحاولت كتابة شيئاً بسيطاً في الأدب ولكني وجدت قيساً أمامي يتغزل بليلى العامرية ناشداً
اذا نظرت نحوى تكلم طرفها وجاوبها طرفي ونحن سكوت
فواحدة منها تبشر باللقاء وأخرى لها نفسي تكاد تموت
فلم يجعل لي مجالاً من بعده لأتغزل بليلى فتنحيت عنه جانبا فوجدت عنترة بسيفه ينشد قائلا
ولقد ذكرتـك والرمـاح نواهـل مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السـيوف ، لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم
فخشيت من عنترة أن يسفك دمي ويكون على يديه مقتلي
فالموت وسفك الدماء قرباناً يقدمها لعبلته
فخشيت أن أكون قرباناً لعبلة
فعلمت حينها يقينا بأنني قزم بينهم
فتركت لهم أشعارهم وغزلهم
وكلي يقيناً بأنه
لا شعر يجنبني من لوعتاً
ولم يكن الشعر ذات يوم يداوي صبابتي
ولو كان الشعر يداوي الصبابة ما تعذب قلب قيس بليلى
أغلقت نافذة الأدب وأطلقت العنان مرة أخرى
في بعض القضايا الشرعية ولكنني وما لبثت بتغير الفكرة
فأثرت على نفسي الصمت خشية الوقوع في المحظور
فوقفت بأطلال بعض القضايا الاجتماعية والتي أصبحت كبرنامج الحصن
والتي يعتبر الدخول بها مغامرة وكلما أقفلت بابا فتح لك ألف غيرها ولوجدت
المارد بك متربصا ليسقطك في بركة الوحل لينهي أمالك بالفوز
وأما أن يكون للسياسة نصيب فيما نكتب فسيكون الحذف مؤكداً وسيد الموقف
ولا أعلم هل كل قضية سياسة تعتبر خطاً لا يجب تجاوزه
أو تكون ذات حساسة فكرية،
فليست كل قضية سياسية تكون عدائية ولماذا تكون عدائية
وحكومتنا حكومة إسلامية
حكومتا قلما يكون لها مثيلا فلم تكن شيوعية ولا دكتاتورية
فهنيئا لنا بهم وأدامهم الله تاجاً على رؤوسنا
وأخذت بجولة بالخيال وسلكت فيه طريقي
فلم أجد سوى صوت الضمير ملوحا ويطلب نجدة الملهوف
وعندها أنخت الخيال وحللت راحلتي
فقررت أن يكون الموضوع لمن أنخت عنده خيالي
فما كان منه إلا أن يشكو حاله وتمرد البشر عليه
فكل يوم نعيشه وكل يوم يمضي وكل يوم يعد في ذاكرتنا
فلا بد أن تحتويه بقعة سوداء
وكل بقعة قد تكبر من كان قبلها أو تصغرها
ولكن كل يوم يمضي وله بقعة سوداء
كل يوم يمضي وإن محونا السواد يبقى لها أثرا
أثر الضمير فينا
وكل ما يعترينا
ندما على ماضينا
وعلى ما يعترينا
من ندم على ماضينا
يبقى يومنا
القادم إلينا
نتوعده بالسواد ويكون كأيام ماضينا
ولا نعلم إلى متى يكون ماضينا
لنا مرادفا لكل تالينا
وكلما كنا نمحو سواد ماضينا
إلا أننا نعلم بتالينا
لا يخلوا من سابق ماضينا
سواد يشوه تالينا
كما كان ماضينا
فأين اللبيب فينا
وكم من أحلام وأمالا نبنيها لتالينا
بين الخيال واليقين نعيش سلوتا لتالينا
بين الخوف وبين الرجاء قضينا
فأنت أعلم يا الله بماضينا
شعارنا التقصير والتقصير فينا
ولا نشكو حالنا فأنت به عليما
ولكن نرجو رحمتك يا منان أن تمن علينا
يا رب العرش المجيد أخلي سبيلنا
من عذابك ووعيدك لينا
ومنك واليك أملا أن ترضينا
وقفة 1
كثيرا ما نرى في واقعنا من البشر من يكون لنا علماً وقصراً حصيناً لا تشوبه شائبة
فنرى لدية من الخفايا ما نجهلها والتي قد يندى لها الجبين ونحن كذالك نتبعه
في جبين ملطخ بالسواد وليس نحن كذالك بل كل
شخصا عابرا في حياتنا او أي شخص لا نعرفه فكل وله بقعته
ومهما كان هذا الشخص نعرفه أم لا نعرفه
إلا أن هناك بيننا وبينهم قاسماً مشتركا
عليه اتفقنا وأجمعنا أن يكون للسواد نصيب في ماضينا ومستقبلنا
سواد في حياتنا وذنباً اقترفنا وطوينا صفحة الأمس به
وكلا منا وله مساحة ذنبه إما بقعة صغيرة وإما بقعة كبيرة أو بقعة ألجمته إلجاما
إلا أننا نجعل بيننا وبين خالقنا مساحة أكبر منها للأمل
نعترف بما اقترفته أيدينا ولا ننكره
ولكن ليست القضية ما مضى ولكن يبقى ما تقدم من الأيام
فلا يوجد في داخلنا ما يمنعنا في مستقبل الأيام أن نلطخ أيامنا بالسواد
وترك عليها جراحاً غائرة
فطبعنا التقصير وديدننا التلويث لتالي الأيام
فأسال الله أن يلطف بي وبكم وبكل مسلم على وجه المعمورة
خاتمة
مهما كانت أخطائك اجعل دائما بينك وبين خالقك مساحة أكبر لعفوه عنك
وأصلح ما يمكنك إصلاحه ليس لأجل أن يراك الناس بكل جميل
ولكن أصلح ما بداخلك طمعا في رحمته
ولا ترهق نفسك فيما مضى
فتوبة تجب ما قبلها
فلولا الرجاء بمن شخصت له الأبصار لما تبنا ولبقي الذنب قاتلا لنا
ولكن يبقى الأمل بمن لا تدركه الأبصار وهو يدركها
اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
الأحياء منهم والأموات
سبحانك ربي وبحمدك تسبيحا يليق بجلالك وعظيم سلطانك
قلم /الشفق